يعتقد البعض أن الحديث عن الإذاعة هو حديث من باب الترف وغير المهم في زمن الأزمات الصحية والاقتصادية والتنموية، وهو اعتقاد مصدر هذا الاعتقاد هو عدم تقدير حجم المشكلة التي تعانيها أجيال أصبحت كائنات بصرية على حساب حواسهم البصرية.
الثقافة البصرية رغم أهميتها في المعرفة، إلا أن الثقافة السمعية هي منجم الخيال الذي بدونه تجف منابع الخيال والتخيل، كما يقول إنشتاين بأن يقول إنشتاين إن الخيال أهم من المعرفة. فجميع المهن والحرف والتخصصات تبدأ وتستند إلى الخيال. وبدون إعمال ملكة الخيال يصبح البشر آلات تستنسخ ولا تبتكر.
إذاً، نحن بحاجة لإعادة الاعتبار لملكة الخيال والتخيل واستنطاق هذه المَلكة كي نؤسس جيلاً بل أجيالاً من المبدعين والمبتكرين والخلاقين في كافة المهن والحرف والتخصصات والاهتمامات الأدبية والعلمية والتقنية. فالخيال هو جذوة التأمل وشعلة الإبداع ونبراس الخَلق.
فالكتابة بأنواعها الصحفية والأدبية، فالمقالة والقصيدة والرواية والقصة والمقالة والدراسات والبحوث، ومشروعات التنمية بحاجة إلى الخيال، والإدارة والاقتصاد بحاجة لإعمال الخيال.
لقد احتفل العالم في الثالث عشر من هذا الشهر بـ #اليوم_العالمي_للإذاعة بكثير من الحنين والشجن والرومانسية لحقبة من الزمن نشأ وترعرع عليها ومعها أجيال من الرواد في مختلف المجالات، وفي عام 1949 تأسست الإذاعة السعودية، حيث نشأت معها أجيال ممن يتذكرون أصواتاً إذاعية بارزة ومادة إذاعية ساحرة تكاد لا تنسى في الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى اليوم.
فأسهمت الإذاعة في عديد الدول بالوصول لفئات كثيرة كان يتعذر الوصول إليها ومحو أميتها الثقافية. فتأثير الإذاعة بليغ سواء في إحداث التغيير أو في تكريس القيم الثقافية والدينية والاجتماعية. ناهيك عن الدور الحيوي الذي لعبته الإذاعات في صناعة الذائقة بين جمهورها ممن كان يمتلك مذياعاً في ذلك الوقت.
اليوم تهيمن الثقافة البصرية على كثير من وسائل الإعلام، وهذه الثقافة رغم أهميتها في اكتساب المعرفة، إلا أنها جففت مصادر الثقافة السمعية، وصادرت الثقافة البصرية نبعاً مهماً من منابع الخيال وملكة التخيل.
ليس بوسع أحد الحد من الثقافة البصرية أو الحد منها ومن تأثيرها على ملكة الخيال بين مريديها ومدمنيها، لكنني أتوجه بتساؤل إلى وزارة التعليم، إذا ما كان بالإمكان تخصيص حيز زمني من وقت الطلاب والطالبات للمادة المسموعة، لتأسيس وتوسيع مساحة الثقافة السمعية، وتدريب ملكة الخيال والتخيل لدى الطلبة؟
لماذا لا تتبنى إحدى الإذاعات السعودية الرسمية أو إذاعات الإف إم أو الإذاعات الرقمية فكرة تنمية وتطوير الثقافة السمعية بين فئات الطلاب والمجتمع ككل؟ ولماذا لا تجري هذه الإذاعات بمفردها أو بالتنسيق مع جهات أخرى تجارب للمقارنة بين مردود الثقافة السمعية والثقافة البصرية في مجالات الخيال وفي مجالات الذائقة بين المستمعين ومقارنتها بالمردود على قدرات المشاهدين، والوصول إلى نتائج يمكن توظيفها والبناء عليها في التخطيط ورسم السياسات الإعلامية والتربوية؟ لماذا لا تبادر وزارة التعليم أو أي جهة بحثية بدراسة المردود الإيجابي من استخدام المواد السمعية في قدرات الطلبة الاستيعابية والإبداعية؟ ولماذا لا تجري الوزارة أو مراكز البحث التربوي تجارب ودراسات من خلال التعليم عن بعد، للوصول إلى نتيجة يمكن الاعتداد بها مستقبلاً؟
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
الثقافة البصرية رغم أهميتها في المعرفة، إلا أن الثقافة السمعية هي منجم الخيال الذي بدونه تجف منابع الخيال والتخيل، كما يقول إنشتاين بأن يقول إنشتاين إن الخيال أهم من المعرفة. فجميع المهن والحرف والتخصصات تبدأ وتستند إلى الخيال. وبدون إعمال ملكة الخيال يصبح البشر آلات تستنسخ ولا تبتكر.
إذاً، نحن بحاجة لإعادة الاعتبار لملكة الخيال والتخيل واستنطاق هذه المَلكة كي نؤسس جيلاً بل أجيالاً من المبدعين والمبتكرين والخلاقين في كافة المهن والحرف والتخصصات والاهتمامات الأدبية والعلمية والتقنية. فالخيال هو جذوة التأمل وشعلة الإبداع ونبراس الخَلق.
فالكتابة بأنواعها الصحفية والأدبية، فالمقالة والقصيدة والرواية والقصة والمقالة والدراسات والبحوث، ومشروعات التنمية بحاجة إلى الخيال، والإدارة والاقتصاد بحاجة لإعمال الخيال.
لقد احتفل العالم في الثالث عشر من هذا الشهر بـ #اليوم_العالمي_للإذاعة بكثير من الحنين والشجن والرومانسية لحقبة من الزمن نشأ وترعرع عليها ومعها أجيال من الرواد في مختلف المجالات، وفي عام 1949 تأسست الإذاعة السعودية، حيث نشأت معها أجيال ممن يتذكرون أصواتاً إذاعية بارزة ومادة إذاعية ساحرة تكاد لا تنسى في الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى اليوم.
فأسهمت الإذاعة في عديد الدول بالوصول لفئات كثيرة كان يتعذر الوصول إليها ومحو أميتها الثقافية. فتأثير الإذاعة بليغ سواء في إحداث التغيير أو في تكريس القيم الثقافية والدينية والاجتماعية. ناهيك عن الدور الحيوي الذي لعبته الإذاعات في صناعة الذائقة بين جمهورها ممن كان يمتلك مذياعاً في ذلك الوقت.
اليوم تهيمن الثقافة البصرية على كثير من وسائل الإعلام، وهذه الثقافة رغم أهميتها في اكتساب المعرفة، إلا أنها جففت مصادر الثقافة السمعية، وصادرت الثقافة البصرية نبعاً مهماً من منابع الخيال وملكة التخيل.
ليس بوسع أحد الحد من الثقافة البصرية أو الحد منها ومن تأثيرها على ملكة الخيال بين مريديها ومدمنيها، لكنني أتوجه بتساؤل إلى وزارة التعليم، إذا ما كان بالإمكان تخصيص حيز زمني من وقت الطلاب والطالبات للمادة المسموعة، لتأسيس وتوسيع مساحة الثقافة السمعية، وتدريب ملكة الخيال والتخيل لدى الطلبة؟
لماذا لا تتبنى إحدى الإذاعات السعودية الرسمية أو إذاعات الإف إم أو الإذاعات الرقمية فكرة تنمية وتطوير الثقافة السمعية بين فئات الطلاب والمجتمع ككل؟ ولماذا لا تجري هذه الإذاعات بمفردها أو بالتنسيق مع جهات أخرى تجارب للمقارنة بين مردود الثقافة السمعية والثقافة البصرية في مجالات الخيال وفي مجالات الذائقة بين المستمعين ومقارنتها بالمردود على قدرات المشاهدين، والوصول إلى نتائج يمكن توظيفها والبناء عليها في التخطيط ورسم السياسات الإعلامية والتربوية؟ لماذا لا تبادر وزارة التعليم أو أي جهة بحثية بدراسة المردود الإيجابي من استخدام المواد السمعية في قدرات الطلبة الاستيعابية والإبداعية؟ ولماذا لا تجري الوزارة أو مراكز البحث التربوي تجارب ودراسات من خلال التعليم عن بعد، للوصول إلى نتيجة يمكن الاعتداد بها مستقبلاً؟
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org